رجع صلى الله عليه وسلم إلى مكة، ولما وصل الى بطن نخلة بالقرب من مكة، جلس يتدبر أمره، فأرسل زيد بن حارثة إلى عبدالله بن أريقط، وقام صلى الله عليه وسلم يصلي، فجاء عبد الله إلى النبي، فطلب منه أن يذهب إلى المُطعَم بن عدي. وهو سيد قومه، وابن عمومة النبي، ويقول له: أن محمد بن عبد المطلب يريد أن يدخل مكة في جوارك، حتى لا تعتدي عليه قريش. فكانت هذه رخصة منه للضعفاء من أمته، أن يستجير بمشرك إذا لزم الأمر، من باب الأخذ بالأسباب الطبيعية لإنه قدوة لكل الأمة. فقال المطعم لعبد الله: قل لمحمد فليأتي، فقد قبلت أن يدخل إلى جواري. فدخل دار المطعم بن عدي فاستقبله وأكرم ضيافته، ولما أشرقت الشمس أخذ المطعم بن عدي سيفه، وقال: قم يا محمد، فتقدم المطعم، وجعل اثنين من أولاده على يمين النبي، واثنين على يساره، واثنين خلفه، حتى وصل الكعبة.
فنظرت قريش إلى المطعم فجن جنونهم ، و أعتقدوا أنه قد دخل في دين محمد، فقام أبو سفيان وقال: يا مطعم أمُجير أم تابع؟ قال: بل مُجير. فقال: نعم قد أجرنا من أجرت، و لما أتم النبي الطواف ذهب إلى داره،