كسرى هو لقب كل من يحكم إمبراطورية فارسية، واسمه خُسرو الثاني ولقبه إبرويز أي المنتصر، وحامل الرسالة الصحابي عبد الله بن حذافة رضي الله عنه، وهو الذي في عهد عمر بن الخطاب أسره الروم وطلب منه ملك الروم أن يتنصر فرفض، ثم قال له: تنصر أشركك في ملكي، فأبى فأمر به أن يصلب وترمى عليه السهام فلم يجزع، فأمر بأنزاله، وأمر بقدر فيه ماء يغلي وأمر بإلقاء أسير فيها امامه ليخيفه، فأمر بإلقائه إن لم يتنصر فلما ذهبوا به بكى؛ فقال: ردوه فقال: لم بكيت؟ قال: تمنيت أن لي مائة نفس تلقى هكذا في الله، فتعجب وقال له: قبَّل رأسي وأنا أخلي عنك فقال: وعن جميع أسرى المسلمين؟ فقال: نعم فقبل رأسه فأطلق سراحهم، فلما رجعوا الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وقصوا عليه ما حدث، وقام عمر الى عبد الله بن حذافة وقبل رأسه، هذا هو الصحابي الجليل الذي حمل الرسالة لكسرى، أختاره النبي لهذه المهمة، وكان يعلم النبي أن الكبرياء في نفس كسرى، فلما دخل عبد الله على كسرى أومأ إلى أحد رجاله بأن يأخذ الكتاب من يده فقال عبدالله: إنما أمرني رسول الله أن أدفعه لك يدا بيد وأنا لا أخالف أمراً لرسول الله، فقال كسرى لرجاله: اتركوه يدنو مني، فدنا حتى ناوله الرسالة بيده، وكان نصها يختلف عن صيغة خطابه رسالة هرقل، فدفعها كسرى الى المترجم وقرأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله، الى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأدعوك بدعاء الله، فإني أنا رسول الله الى الناس كافة، لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، فإن تُسلم تَسلم، وإن أبيت فإن عليك إثم المجوس. فكان صلى الله عليه وسلم، يخاطب كل رجل بما يليق به، فليس الخطاب الواحد يصلح للناس جميعاً، وما ان سمع كسرى رسالة النبي حتى استشاط غضبا، واخذته العزة بالاثم وخطف الرسالة من يد المترجم ومزقها وهو يقول في غطرسة: عبد من رعيتي يكتب اسمه قبلي، ثم ارسل الى عامله على بلاد اليمن على الفور واسمه باذان أن يبعث رجلين من رجاله ليأتي له برسول الله إلى المدائن عاصمة فارس، وكان كسرى يريد بذلك اذلال الرسول والمسلمين،