ساعة بدء المعركة

أخذ الرسول يدعو ربه في عريشه ويقول: (اللهم نصرك الذي وعدتني اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلها وخيلائها تحادك وتكذب رسولك، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض)،

فما زال يدعوا ويدعو، ويلح على ربه بالدعاء، حتى سقط ردائه عن منكبيه وهو لا يشعر به، وأبو بكر يلزم الصمت، ومشفق عليه، فقال أبو بكر رضي الله عنه: فما راعني إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت إلي وقد أشرق وجهه بالنور،

وقال: (أبشر أبا بكر هذا جبريل قد هبط على رأس كبكبة من الملائكة يقاتل في صفوفكم)،

وأطلت قريش وكانت تريد الماء، فوجدوا المسلمين قد سبقوهم إليه، وإلتفوا حوله وذهلت لما صنعه النبي وأصحابه، فلما نظرت ورأت أن الماء قد أحاط به أصحاب محمد، أقسم رجال ليقتحموا حوض المسلمين، ويشربوا من الماء فلما إقتربوا من الصحابة رشقوهم بالنبل فقتلوهم قبل أن يقتربوا منهم.

بعد أن أخذ ساعة البدء وكان قد قال: (لا تحملوا عليهم حتى أئذن لكم)، خرج صلى الله عليه وسلم مسرعا، يبشر اصحابه بنزول الملائكة، نظر إلى الزبير بن العوام وقد أعتم بعمامته الصفراء فقال: (يا زبير هذه الملائكة قد نزلت على سيمتك وأعتموا بعمامتك يقاتلون في صفوفكم) وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم، يحرض الجيش على القتال، ويثير حماستهم، ويعمل على رفع روحهم المعنوية ويعد من يموت شهيدا بالجنة ويقول: (والذي نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة، عرضها السموات والارض)،

فقال عمير بن الحمام للنبي صلى الله عليه وسلم وهو متعجب: يارسول الله، جنة عرضها السموات والارض؟ فقال النبي: (نعم يا عمير)، وكان بيد عمير تمرات يأكل منها فنظر الى التمرات بيده، ثم نظر الى قريش وقال: بخٍ بخٍ ما بيني وما بين دخول الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء، إنها لحياة طويلة حتى آكل تمرات فرماهن من يده وألقى بنفسه في داخل صفوف العدو يقاتل بقوة وحمية وشراسة، حتى مات شهيدا في سبيل الله،

نأخذ صورة أخرى عن نفسية الصحابة قبل بدء المعركة وحرصهم على القتال والشهادة، عوف بن الحارث يقول: يارسول الله ما يضحك الرب من عبده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (غمسه يده في العدو حاسراً)، فخلع درعه وألقى خوذته، وأنطلق في قلب جيش الكفار، وهو تصرف يلقي الرعب في قلوب العدو، وأخذ يقاتل ويقاتل ويقاتل، حتى مات شهيدا،

فعلمنا أن نربط حبالنا في السماء ونعتمد ونتوكل على الحي الذي لا يموت، فبهذا الإيمان من الصحابة والثقة بالله، نشروا دين الله.
🌾🍓🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *