سبب غزوة احد

كان انتصار المسلمين في بدر، ونجاحهم في قطع طرق التجارة على قريش، كارثة اقتصادية عليها، واخدت تبحث عن طريق آخر لتجارتها،

فقررت أن تسلك طريقاً جديداً تماما، إلى نجد شرقاً، ثم إلى العراق شمالا، ثم بعد ذلك تتجه إلى الشام غرباً، وكان هذا الطريق طويل جدا، ولا تعرفه قريش، ومخاطره كبيرة، وتكلفته كبيرة، وكل هذا يعني أن تقل أرباح قريش من تجارتها، ومع ذلك لم تجد قريش حلاً غير هذا لاستمرار تجارتها. وبالفعل انطلقت تجارة ضخمة لقريش فيها كثير من الفضة بقيادة أبو سفيان وسلكت هذا الطريق،

في هذا الوقت كان النبي صلى الله عليه وسلم يبث العيون ترقب قريش في حركاتها وتجارتها، فبلغه خروج أبو سفيان وصفوان ابن أمية، فعقد النبي اللواء لمولاه زيد ابن حارثة وأرسل معه مئة مقاتل وقال: (أرقب تجارة قريش ثم أغنمها).

فخرج زيد، وراقب الطريق، حتى إذا دنت القافلة أحاطوا بهم ففر أبو سفيان وصفوان ومن معهم، ومن عجز عن الفرار كان من ضمن الغنيمة في التجارة فغنموها، وعادوا إلى المدينة، ولأول مرة يغنم المسلمون غنيمة ذات قيمة، فلما خمسها النبي، كان خمسها خمسة وعشرين ألف دينار ذهبية.

وهكذا قطع الرسول صلى الله عليه وسلم، كل طرق التجارة على قريش، وكانت هذه السرية سبباً مباشراً لوقوع غزوة أحد.

فكرت قريش جدياً في السير إلى المدينة لحرب المسلمين وهدفها الأساسي هو قتل النبي، لإسقاط الدولة الإسلامية، وإنقاذ تجارتها مصدر أموالها الوحيد. فأخذت قريش قرارها بجعل أرباح القافلة التي نجت يوم معركة بدر، لتجهيز جيش ضخم لحرب المسلمين والثأر لهزيمتهم المُرة في بدر،

ونزل في ذلك قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ‏}.
🌾🍐🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *