سرية للاستطلاع قبل غزوة بدر

قال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} فالسيرة هي الترجمة العملية لهذا الدين ممثلة بسلوك النبي وأخلاقه صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام. ففي رجب في السنة الثانية للهجرة، عقد صلى الله عليه وسلم لواء لثمانية رجال من المهاجرين، وكان أميرهم عبدالله بن جحش، ولم يعين الجهة لأنها بدأت طوالع الجد الآن،

فقال لعبد الله بن جحش: (إمضي وهذا كتابي، تسير من المدينة يومين، لا تفتح الكتاب، حتى إذا قطعت السير يومين عن المدينة، إفتح الكتاب وأنظر أمري فيه). خرج بإتجاه مكة، ومضى يومين ففتح الكتاب وإذا مكتوب فيه، (إذا قرأت كتابي ونظرت ما فيه، فإنزل نخلة وارقب لي قريش، وأعلم لي أخبارها ولا ترغم أحد من أصحابك على ذلك، وخيرهم بالمضي معك أو الرجوع إلى المدينة)، فقال: سمعاً وطاعة يا رسول الله، فقال: رسول الله يخيركم وليس أنا، فمن شاء فليمضي معي، ومن شاء فليرجع فقالوا: نمضي لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضوا كل إثنان معهم بعير، وفي ليلة ضاع بعير سعد بن أبي وقاص وصاحبه، فذهبا يبحثان عنه فأضاعوا الركب، وضاع البعير وضلوا طريقهم عن الركب، فمضى عبدالله ومن بقي معه، ونزل نخلة، فكانت قافلة لقريش قادمة من اليمن وطريقها من نخلة، فيها الخير الكثير، ورجالها قليل، وأميرها عمرو بن الحضرمي. فإجتهدوا وتشاوروا وقالوا انه آخر رجب إذاً لا بأس أن نغزو القافلة، أغاروا عليها وأسرع رجل من الصحابة، فقتل عمرو الحضرمي وهجموا عليهم فأسروا إثنان وهرب الباقي، وأخذوا القافلة بما فيها، فكانت أول غنيمة من قريش، واستطلعوا الاخبار فعرفوا ان هناك قافلة لقريش ستأتي من الشام، قد تصل في رمضان أو نهاية شعبان، فرجعوا، وأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بخبرهم، سألهم النبي صلى الله عليه وسلم، أقاتلتموهم في رجب أم قاتلتموهم في شعبان؟ فتبين أنه آخر يوم في رجب، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وأوقف العير بما فيها ، لا يأخذ منها درهما واحد وأمسك بالأسيرين.

🌾
🍐
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *