عند جده وحاضنته

كانت بركة الحبشية أم أيمن رضي الله عنها، من العبيد في مكة،يملكها أبو النبي، وانتقلت في الوراثة للنبي صلى الله عليه وسلم، بركة صحابية جليلة ،كانت من الأوائل من العبيد الذين أسلموا. فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وزوّجها، لزيد بن حارثة رضي الله عنه، أنجبت لزيد أسامة الصحابي الجليل رضي الله عنه، وكانت حاضنة للرسول صلى الله عليه وسلم، تقوم برعايته وخدمة أمه آمنة، وكانت تلازمهم دائماً. أصبحت آمنة ترى من إبنها خصال فيه تتعجب منها قالت آمنة: كان ينظر إلى السماء أكثر من نظره إلى الأرض، خلوته أكثر من جلوته، إذا وُضع الطعام لا يبدأ ويمد يده قبل أحد، ينتظر إذا قيل له كُل مدَّ يده وأكل،وهكذا ما زالت آمنة ترى خصائصه، وحتى أصبح في عمر السادسة. قالت بركة: قالت آمنة لعبد المطلب يوماً: ألا تأذن لنا يا شيخ مكة أن نذهب إلى يثرب فنزور أنا ومحمد قبر عبد الله وأعرّفه على قبر والده؟ قال: نعم، ولكن حتى أجد قوم آمن عليكم معهم أرسلتكم. قالت: فلمّا خرج قوم من أشراف مكة إلى يثرب، جهّزنا وأرسلنا معهم. حتى وصلوا يثرب، ذهبت القافلة تكمل تجارتها ونزلت آمنة والرسول صلى الله عليه وسلم وبركة ضيوفاً عند بني النجار أخواله، أخذت آمنة بيد إبنها محمد ووقفت عند قبر أبيه، وقالت له: يا بني هذا قبر والدك، فقال لها: لِمَ يا أمي لا يكلمنا فقالت: يا بني إنه قد مات، والذي يموت، لا يتكلم أبداً، ولا يرجع إلى أهله، يا بني هذا مكان جسده، ولكن لن نلتقي به أبداً، جلسوا في يثرب حوالي شهر، وكان يخرج صلى الله عليه وسلم، يلعب مع الصبيان من بني النجار وتعلم السباحة عندهم، كان يلعب كما يلعب الصبية، ولكن كان مميز بينهم بأدبه وأخلاقه، وكان اليهود منتشرين حول يثرب، فلفت انتبهاهم أمر غريب،كانوا يسمعون صراخ الأطفال وهم يلعبون، ها قد جاء محمد المكي، محمد القرشي ذهب، كأي أطفال يلعبون، ويعلو صوتهم، ومعروف في كتبهم، بهذه الأسماء من صفات نبي آخر الزمن؛ محمد المكي المدني القرشي. ولاحظ اليهود غمامة تظلهم وهم يلعبوا وإذا انفرد محمد لوحده، أصبحت الغمامة فوق رأسه، فأصبح أهل الكتاب ينتبهوا ويتابعوا أخبار هذا الصبي.

🌾
🍐
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *