من ردود فعل قريش الإنفعالية بعد بدر، أن سيدها أبو سفيان أقسم ألا يمس امرأة إلا بعد أن يغزو المدينة فجمع مئتي مقاتل من قريش، وانطلق بهم إلى المدينة ليبر بيمينه، فلما وصل إلى أطراف المدينة، حرق بعض النخيل، وقتل اثنين من الصحابة، فوصل الخبر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فخرج في طلبهم في مئتين من الصحابة، ففر جيش قريش، وأمر أبو سفيان أن يلقوا الطعام حتى يتخففوا من أحمالهم والهروب سريعاً. فقاموا المسلمون بجمعه وأخذوه كغذاء للمدينة، فسمية (غزوة السويق). فسألوا الصحابة: يا رسول الله أنطمع أن تكون هذه لنا غزوة؟ قال: (أجل) .
وفي بداية السنة الثالثة من الهجرة، أخذت قريش تكيد للمسلمين، فقامت بعمل تحالف مع بعض القبائل العربية حول المدينة المنورة من أجل أن تحمي هذه القبائل تجارتها من المسلمين. فما أن سمع رسول الله القائد صلى الله عليه وسلم عن هذا التحالف، قام إلى غطفان أكبر قبيلة منهم وقائدها كان اسمه دعثور، فخرج على رأس مئتي مقاتل من أصحابه، وباغتها في عقر دارها فهربوا لسماعهم الخبر، فذهب زعيمهم إلى القبائل المجاورة، وجمعهم لغزو المدينة، فسمع الرسول بحملته، فخرج إليهم مرة أخرى على راس اربع مئة أو يزيد، فلما سمعت القبائل بقدومهم، تزلزلت قلوبهم من الخوف والفزع، وتفرقت فهرب دعثور ومن معه إلى الجبال، وترك أهله وغنمه، فلم يجد النبي حرباً، فسمية (غزوة غطفان أو غزوة ذو أمر)،