غزوة بدر:

ما أن وصل ضمضم الى مكة، شق قميصه وجدع انف بعيره، ووقف تحت رأس البعير، حتى سالت الدماء على رأسه وملابسه، ودخل مكة على هذه الهيئة، ثم وقف فوق بعيره ببطن الوادي وهو يصرخ:

يا معشر قريش اللطيمة، اللطيمةَ أموالكم قد عرض لها محمد، لا أرى أن تدركوها الغوث الغوث،

فاشتعلت قريش وهاجت وماجت وثارت وقالوا: أيظنوا أنها كعير ابن الحضرمي؟ كلا، والله ليعلمن غير ذلك،

وبدأت تتجهز للخروج سريعا، فتجمع الف وثلاثمئة مقاتل فيها مئتي فارس وعدد كبير من الجمال، وخرجوا سريعا والمغنيات يضربن الدفوف ويغنين بهجاء المسلمين،

وتردد الكثير من قريش في الخروج ومنهم أمية ابن خلف لان سعد بن معاذ قال له بعد ما غضب منه عندما وقف ضده مع أبي جهل: فوالله لقد سمعت رسول الله أنه قاتلك قال: إياي قال: نعم فقال: أهو قاتلي في مكة؟ فقال: لا أدري، ولكنه قاتلك فخاف امية واصفر وجهه من الخوف، وبال في ثوبه وقال: والله إن محمدا لا يكذب إذا حدّث ورجع امية الى بيته، يرتجف من الخوف فقالت له زوجته:ما الأمر؟ فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي: زعم أنه سمع محمداً، يزعم أنه قاتلي فقالت: فوالله إن محمد لا يكذب ابدا، فلما جاء النفير إلى بدر تذكر امية هذا الموقف، فأراد أن يتخلف وأراد أن يرسل مكانه رجل مثلما فعل أبو لهب، فجاءه أبو جهل ومعه عقبة بن ابي معيط، واحد يحمل مجمرة والآخر يحمل مكحلة وقال: إكتحل يا سيد قومه وإستجمر فإنما أنت مع النساء، فغضب ورمى المكحلة والمجمرة وقال: قبحكم الله وقبح ما جئتم به واضطر للخروج، وكان ممن خرج مكرها العباس، وأبو العاص بن ربيع زوج السيدة زينب بنت النبي، وكذلك بعض المسلمين الذين لم يستجيبوا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة لأنهم خافوا على أموالهم وديارهم، واختاروا الدنيا على الآخرة،

فخرجت قريش بقضها وقضيضها بكبريائها، تحاد الله ورسوله، وخرج صلى الله عليه وسلم بإيمانه وبخشوعه مع أصحابه يريدون أن ينتصروا للحق ولدين الله عزوجل.

🌾
🥭
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *