بدأت المعركة ورجحت لصالح المسلمين، وقد قامت كتيبة الرماة بدورها في صد هجوم الفرسان، حيث حاولوا أن تتسلل الى ظهر المسلمين، بثلاثة هجمات، وكان فريق الرماة يرمونهم بالسهام، حتى فشلت هجماتهم الثلاث، وظلت كتيبة الفرسان بلا أي دور تقريبا طوال المعركة، واستشهد حمزة رضي الله عنه، اسد الله ورسوله، واصبحت المعركة واضحة، والمسلمون الآن مقبلون على نصر ساحق آخر على قريش، لا يقل روعة عن نصر بدر، وأخذت صفوف قريش تتقلص، وبدأت تتراجع وتنسحب وولت أدبارها وسقط لوائهم،
يقول الزبير بن عوام رضي الله عنه: واني لأنظر الى هند بنت عتبة، ونساء سادة قريش يجرين مشمرات، وبدأ المسلمون يتتبعون المشركين، يقتلونهم ويجمعون الغنائم، فلما تحقق النصر للمسلمين،
هنا وقع الرماة في غلطة فظيعة قلبت الوضع تماماً، هذا النصر جعلهم يطيشون فرحاً
وقالوا: نشارك اخواننا في جمع الغنائم الغنيمة، الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنتظرون؟
ولكن قائدهم عبد الله بن جبير ذكرهم بأوامر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم ترك أماكنهم، صاح بهم وقال: اتقوا الله، واتقوا وصية رسول الله ألم يخبركم أن لا تبرحوا مكانكم حتى يكون هو من يرسل إلينا، فهل أرسل؟ قالوا: لا ولكن ما أراد رسول الله هذا، أن نبقى على الجبل وقد انتهت المعركة،
ولكن لم يستجب لعبد الله بن جبير الا ستة فقط، وهو سابعهم، ونزلوا الى أرض المعركة،
نظر خالد بن الوليد وقد مر به ابو سفيان منهزماً يقول لخالد: قد خسرنا المعركة يا خالد، قال: لا ليس بعد
قال له: هؤلاء قومك يولون الأدبار قال: ليس بعد، وعينه الى جبل الرماة، وكان لا يزال على فرسه في ارض المعركة، فلما شاهد الرماة قد تركوا أماكنهم انتهز الفرصة، وأخذ قراره السريع فهاجم بكتيبته من بقي من الرماة فقتلهم جميعا مع أميرهم عبدالله بن جبير
ودار بفرسانه خلف جبل الرماة، وأحاط بالمسلمين وانقض عليهم من خلفهم.