قيل: أكرم الوفاء ما كان عند الشدة، وألأم الغدر ما كان عند الثقة.
موقف:
عزل الوليد بن عبد الملك عبيدة بن عبد الرحمن عن الأردن وضربه وحلقه وأقامه للناس، وقال للموكلين به: من أتاه متوجعا فائتوني به،
فأتاه عديّ ابن الرقاع العامليّ، وكان عبيدة إليه محسنا، فوقف عليه وقال:
فما عزلوك مسبوقا ولكن * إلى الغايات سبّاقا جوادا
وكنت أخي وما ولدتك أمي * وصولا باذلا لا مستزادا
فقد هيضت بنكبتك القدامى * كذاك الله يفعل ما أرادا.
فوثب الموكلون إليه فأدخلوه إلى الوليد، وأخبروه بما جرى، فتغيّظ عليه الوليد وقال له: أتمدح رجلا قد فعلت به ما فعلت؟
فقال: يا أمير المؤمنين، إنه كان إليّ محسنا، ولي مؤثرا، وبي برّا، ففي أيّ وقت كنت أكافيه بعد هذا اليوم؟ فقال: صدقت وكرمت، وقد عفوت عنه لك وعنك، فخذه وانصرف