*موقف:
-قيل إن بعض البخلاء استأذن عليه ضيف وبين يديه خبز وقدح فيه عسل فرفع الخبز وأراد أن يرفع العسل وظن البخيل أن ضيفه لا يأكل العسل بلا خبز فقال ترى أن تأكل عسلاً بلا خبز قال نعم وجعل يلعق لعقة بعد لعقة فقال له البخيل والله يا أخي إنه يحرق القلب فقال صدقت ولكن قلبك.
-قال ابن أبي عتيق لامرأته: تمنيت أن يهدى إلينا مسلوخ (أي: شاة سلخ جلدها) فنتخذ من الطعام لون كذا، ولون كذا؛
فسمعته جارةٌ له، فظنت أنه أمر بعمل ما سمعته؛ فانتظرت إلى وقت الطعام؛ ثم جاءت فقرعت الباب؛ وقالت: شممت رائحة قدوركم فجئت لتطعموني منها؛
فقال ابن أبي عتيق لامرأته: أنت طالق إذا أقمنا في هذه الدار التي جيرانها يتشممون الأماني.
-دخل رجلٌ من أهل الشام على أبي جعفرٍ المنصور فاستحسن لفظه وأدبه. فقال له: سل حاجتك. فقال: يبقيك الله يا أمير المؤمنين ويزيد في سلطانك. فقال: سل حاجتك فليس في كل وقتٍ يمكن أن يؤمر لك بذلك. فقال: ولم يا أمير المؤمنين فو الله ما أخاف بخلك. ولا أستقصر أجلك. ولا أغتنم مالك. وإن عطاءك لزينٌ. وما بامرئٍ بذل وجهه إليك نقصٌ ولا شينٌ. فأعجب المنصور كلامه. وأثنى عليه في أدبه ووصله.
*عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ:
– سِتَّةٌ لَا يَخْلُوَنَّ مِنَ الْكَآبَةِ: رَجُلٌ افْتَقَرَ بَعْدَ غِنًى، وَغَنِيٌّ يَخَافُ عَلَى مَالِهِ التَّوَى (أي الضياع)، وَحَقُودٌ، وَحَسُودٌ، وَطَالِبُ مَرْتَبَةٍ لَا يَبْلُغُهَا قَدْرُهُ، وَمُخَالَطَةُ الْعُلَمَاءِ بِغَيْرِ عِلْمٍ.