وفد عمرو بن عامر السلمي على معاوية:
فدخل عليه وهو يرتعش كبرا، فقال له معاوية: كيف تجدك
قال: اجتنبت النساء، وكنّ الشفاء، وفقدت المطعم، وكان المنعم، وثقلت على الأرض، وقرب بعضي من بعض، فنومي سبات، وفهمي هبات، وسمعي تارات، وأنشد:
(إذا ذهب القرن الّذي أنت فيهم// وخلّفت في قرن فأنت غريب
وما للعظام الباليات من البلى// شفاء ولا للرّكبتين طبيب
وإنّ امرأ قد عاش تسعين حجّة// إلى منهل من ورده لقريب)
فقال له معاوية: فما تريد؟ قال: عشرة آلاف، أقضي بها ديني، وعشرة آلاف أنفقها أقسمها في أهلي، وعشرة أنفقها في بقية عمري. فأعطاه، ورحل.