من السير

-أتى رجل يزيد بن أبي مسلم: برقعة يسأله أن يرفعها إلى الحجّاج؛

فنظر فيها يزيد فقال:

ليست هذه من الحوائج التي ترفع إلى الأمير؛

فقال له الرجل: فإني أسألك أن ترفعها، فلعلّها توافق قدرا فيقضيها وهو كاره؛ ‏فأدخلها وأخبره بمقالة الرجل؛

فنظر الحجاج في الرّقعة، وقال ليزيد: قل للرجل: إنها وافقت قدرا وقد قضيناها ونحن كارهون.

-وصف عند الحجاج رجل بالجهل وكانت له إليه حاجة.

فقال في نفسه لاختبرنه. ثم قال له حين دخل عليه أعصامي أم عظامي (يريد أشرفت بنفسك أم تفتخر بآبائك الذين صاروا عظاماً)

فقال الرجل: أنا عصامي عظامي. فقال الحجاج هذا افضل الناس وقضى حاجته، ‏وزاده ومكث عنده مدة ثم ناقشه فوجده أجهل الناس.

فقال: أتصدقني أو لأقتلنك. قال: قل ما بدا لك أصدقك. قال: كيف أجبتني لما أجبت لما سألتك عما سألت؟

قال له: لم أعلم أعصامي خير أم عظامي، فخشيت أني أقول أحدهما فأخطئ، فقلت أقول كلاهما فان ضرني أحدهما نفعني الآخر.

‏وكان الحجاج ظن أنه أراد افتخر بنفسي لفضلي وبآبائي لشرفهم.

فقال الحجاج عند ذاك: المقادير تصير العي خطيباً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *