-قال رجل لعبد الملك بن مروان إني أريد أن أسر إليك شيئاً،
فقال عبد الملك لأصحابه: إذا شئتم، فنهضوا، فأراد الرجل الكلام،
فقال له عبد الملك قف، لا تمدحني، فأنا أعلم بنفسي منك ولا تكذبني، فإنه لا رأي لكذوب؟ ولا تغتب عندي احداً.
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، أفتأذن لي في الانصراف قال له: إذا شئت.
-قال عبد الله بن أحمد بن حنبل:
قلت لأبي: أي رجل كان الشافعي، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟
قال: يا بني، كان كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فهل لهذين من خلف أو منهما عوض؟ [سير أعلام النبلاء].
-يروى أن شابا كان يجالس الأحنف ويطيل الصمت، فأعجب ذلك الأحنف، فخلت الحلقة يوما من المتكلمين،
فقال الأحنف: تكلم يا ابن أخي،
فقال: يا عم لو أن رجلا سقط من شرف هذا المسجد يضره شيء؟
فقال: يا ابن أخي ليتنا تركناك مستورا. ثم تمثل الأحنف بقول زياد الأعجم:
وَكائِن تَرى مِن صامِتٍ لَك مُعجب // زِيادَته أَو نَقصُهُ في التَّكَلُّمِ
لِسانُ الفَتى نِصفٌ وَنِصفٌ فُؤادهُ // فَلم تَبقَ إِلّا صورَةُ اللَّحمِ وَالدَّمِ