كان هارون الرشيد تقيًا ورعاً ، يصلي في كل يوم ١٠٠ ركعة ويتصدق بألف دينار . وكان يقود جيوشُا تقاتل أكبر امبراطوريتين في التاريخ فارس والروم. وكان في جيشه ٢٠ ألفًا لا يتقاضون رواتب ويرفضون تسجيل أسمائهم في ديوان الجند كي لا يعرفهم الناس فيذهب أجرهم. وكان لا يحتجب عن الناس يقضي حوائجهم ويقضي بينهم ويصلح أحوالهم. وكان يحج عامًا ويغزوا عامًا وكان يحب العلم ويجالس العلماء ويجلهم ويخدمهم بنفسه. قال أبو معاوية الضرير : صب علي الماء بعد الطعام رجل لا أعرفه. فلما فرغ قال: يا أبا معاوية أتعرف من صب عليك؟ قلت: لا. قال: أنا . إجلالًا للعلم. وكان كثير البكاء من خشية الله قال أبو معاوية الضرير: قرأت عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم” لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ”. قال: فبكى حتى انتحب. واستشهد رحمه الله تعالى في معركة في بلاد فارس [كتاب الحضارة الإسلامية طه عبد المقصود أبو عبية]