-قدم على رسول الله صل الله عليه وسلم وائل بن حجر الحضرمي سليل ملوك اليمن معلنًا إسلامه، وكان صلى الله عليه وسلم قد قال لأصحابه قبل وصوله:” يأتيكم بقية أبناء الملوك ” فلما أتى رحّب به النبي صلى الله عليه وسلم وأدناه، ثم أعطاه أرضًا نظير ما ترك خلفه من المُلك والزعامة وأرسل معه معاوية بن أبي سفيان ليدله على الأرض وكان معاوية وقتها من شدة فقره لا ينتعل حذاءً فقال معاوية لوائل : أردفني على الناقة خلفك فقال : ليس شحًا بالناقة ولكنك لست رديف الملوك فقال معاوية : إذن أعطني نعلك فقال : ليس شحًا بالنعل ولكنك لستَ ممن ينتعل أحذية الملوك ولكن امشِ في ظل الناقة وفي عهد الفاروق ولي معاوية على الشام ثم أبقاه عثمان ثم إلى أن قُتل علي وآلت الخلافة إلى معاوية، وجاء وائل إلى الشام وقد جاوز الثمانين ودخل على معاوية وكان جالسًا على كرسي الملك فنزل وأجلس وائلًا مكانه ثم ذكّره بالذي كان بينهما فيما مضى وأمر له بمالٍ فقال وائل : أعطه من هو أحق به مني ولكني وددتُ بعد ما رأيت من حلمك لو رجع بنا الزمان لأحملك يومها بين يديّ. [ البداية والنهاية ج 5 ]