-سمع ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻥ ﺷﺎﺑﺎ ﻳﺪﻋﻰ ﺣﺎﺗﻤﺎ ﺍﻷﺻﻢ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩ :
ﻫﻠﻤﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﻧﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻨﺴﺄﻟﻪ ، ﻓﺈﻥ ﺃﺟﺎﺑﻨﺎ ﺟﻠﺴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﺴﺘﻤﻊ قال: يا ﺷﺎﺏ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﺁﺩﺍﺑﻬﺎ ﺃﻡ عن ﻛﻴﻔﻴﺘﻬﺎ؟
ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﻋﺠﺒﺎ ﺳﺄﻟﻨﺎﻩ ﺳﺆﺍﻻ ﻓﺠﻌﻠﻪ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺁﺩﺍﺑﻬﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﺣﺎﺗﻢ : ﺁﺩﺍﺑﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻭﺗﻤﺸﻲ ﺑﺎﻻﺣﺘﺴﺎﺏ وﺗﺪﺧﻞ ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ ﻭﺗﻜﺒﺮ ﺑﺎﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﺗﻘﺮﺃ ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﻴﻞ ﻭﺗﺮﻛﻊ ﺑﺎﻟﺨﺸﻮﻉ وﺗﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﺨﻀﻮﻉ ﻭﺗﺘﺸﻬﺪ ﺑﺎﻹﺧﻼﺹ وﺗﺴﻠﻢ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ
ﻓﻘﺎﻝ: ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺘﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﺣﺎﺗﻢ : تجعل ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﺣﺎﺟﺒﻴﻚ ﻭﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻴﻚ ﻭﺍﻟﺠﻨﺔ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻚ واﻟﻨﺎﺭ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻚ وﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺧﻠﻔﻚ ﻳﻄﻠﺒﻚ وﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﺻﻼﺗﻚ ﺃﻡ ﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻚ.
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﻣﻨﺬ ﻛﻢ ﺗﺼﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ؟ فقال: ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ إلتفت ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻫﻠﻤﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﻧﻘﻀﻲ ﺻﻼﺓ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻀﺖ .