موقف:
دخل يزيد بن أبي مسلم كاتب الحجاج على سليمان بن عبد الملك، فازدراه ونبت عينه عنه،
فقال: ما رأت عيني كاليوم قط، لعن الله امرأ أجرك رسنه، وحكمك فى أمره.
فقال: يا أمير المؤمنين، لا تقل ذلك؛ فإنك رأيتني والأمر عني مدبر، وعليك مقبل؛ فلو رأيتني والأمر عليّ مقبل، وعنك مدبر، لاستعظمت مني ما استصغرت، واستكبرت ما استقللت.
قال: عزمت عليك يابن أبى مسلم لتخبرني عن الحجاج، أتراه يهوي فى جهنم أم قد قر بها؟
فقال: يا أمير المؤمنين، لا تقل هذا فى الحجاج، وقد بذل لكم النصيحة، وأمن دولتكم، وأخاف عدوكم، وكأني به يوم القيامة وهو عن يمين أبيك، ويسار أخيك، فاجعله حيث شئت.
فقال له سليمان: اعزب إلى لعنة الله! فخرج، فالتفت سليمان إلى جلسائه فقال: قاتله الله! ما أحسن بديهته، وترفيعه لنفسه ولصاحبه! وقد أحسن المكافأة في الصنيعة، خلوا عنه.