-إمرأة ضاقت أحوال زوجها :
فذهبت إلى أحد رجال بني أمية ميسور الحال وطرقت الباب فخرج خادمه فقالت :
أخبر سيدك أنني أخته، فقال: امراة بالباب تدعي انها اختك قال: أدخلها، فقابلها بوجهٍ هاشّاً باشّاً وسألها من أي إخوتي يرحمك الله؟
فقالت: أختك من آدم، فقال: رحمٌ مقطوعة والله سأكون أول من يصلها، فقالت: ياأخي ربما يخفى على مثلك أن الفقر مُرُّ المذاق ومن أجله وقفت مع زوجي على باب الطلاق فهل عندكم شيئاً ليوم التلاق فما عندكم ينفذ وما عند الله باق.
قال: أعيدي، فأعادت الثانية والثالثة ثم قال في الرابعة أعيدي فقالت: لا، أظنك قد فهمتني والإعادة مذلة لي وما اعتدت ان أذل نفسي لغير الله،
فقال: والله ما أعجبني إلا حسن حديثك ولو أعدت ألف مرة لأعطيتك عن كل مرة ألف درهم ثم قال لخدمه: أعطوها من الجمال عشرة ومن النوق عشرة ومن الغنم ما تشاء ومن الأموال فوق ما تشاء لنعمل شيئاً ليوم التلاق فما عندنا ينفذ وما عندالله باق.
-رفع الواقدي رحمه الله إلى المأمون رقعةً :
يذكر فيها كثرة الدين وقلة صبره عليه. فوقَّع فيها المأمون: أنت رجلٌ فيك خلتان: السخاء والحياء.
فالسخاء أطلق ما في يديك، والحياء منعك من إبلاغنا ما أنت عليه. وقد أمرت لك بمائة ألفٍ، فإن كنتُ أصبتُ إرادتك فازدد في بسط يدك وإن لم أصبْ إرادتك فبجنايتك على نفسك.