دعاء نبوي :
عَن عَبدِ اللّٰهِ بنِ مَسْعُودٍ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللّٰهُ عليهِ وسَلَّم كانَ يَدْعُو، فَيَقولُ:
” اللهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الهُدى والتُّقى،والعَفافَ والغِنى” [رَواهُ مُسلِم] .
قَالَ الإمامُ السعْدِيُّ رَحِمَهُ اللّٰه: مِن أَجْمَع الأدْعِيةِ وأنْفَعها. وهو يَتَضَمَّنُ سُؤالَ خَيرَ الدِّينِ وخَيرَ الدُّنيا،
فإنَّ الهُدى: هو العِلْمُ النَّافِع. والتُّقى: العَمَلُ الصَّالح، وتَرك ما نَهى اللّٰهُ ورَسُولُه عنه
والعَفاف والغِنى : يَتَضَمَّنُ العفافَ عن الخَلقِ، وعَدمِ تَعْلِيقِ القَلبِ بِهِم والغِنى باللّٰهِ وبِرِزْقِه والقَناعة بما فِيه، وحُصُول ما يَطْمَئنُّ به القَلبُ وكِفاية وبِذلك تَتِمُّ سَعادَة الدُّنيا والرَّاحَة القَلبِيَّة، وهِي الحَياةُ الطَّيِّبة. فَمَنْ رُزِقَ الهُدى والتُّقى، والعَفافَ والغِنى، نَالَ السَّعادَتَين، وحَصَلَ لهُ كُل مَطْلُوب، ونَجَى مِن كُلِّ مَرْهُوب. واللّٰهُ أعْلم .
خبر نبوي :
-عن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال:” أبشروا أبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا: نعم،
قال: “فإن هذا القرآن سببٌ طَرَفُه بيد الله، وطرَفُه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدًا”. [مصنف ابن أبي شيبة ]
-عن بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة و تسفعه النار مرة فإذا ما جاوزها التفت إليها
فقال: تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين و الآخرين، فترفع له شجرة فيقول:
أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله عز وجل: يا بن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها
فيقول: لا يا رب ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه، فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى
فيقول: أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها لا أسألك غيرها فيقول: يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه
فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول: أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها فيقول: يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها قال: بلى يا رب هذه لا أسألك غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليها
فيدنيه منها فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول: أي رب أدخلنيها فيقول: يا بن آدم ما يصريني منك أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها قال: يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فضحك بن مسعود فقال: ألا تسألوني مم أضحك
فقالوا: مم تضحك قال: هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: مم تضحك يا رسول الله قال: من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين
فيقول: إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر.” [صحيح مسلم ] . (يصريني منك :أي يقطع مسألتك مني) .
معلومة نبوية:
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ،
فَقَالَ:” مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ”. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟
قَالَ: ” الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ”. [رواه البخاري]
أي مستريح من نصب الدنيا وتعبها . ومستراح منه أي اندفاع أذاه عنهم وظلمه لهم، ومنها ارتكابه للمنكرات، فإن أنكروها قاسوا مشقة ونالهم ضرره، وإن سكتوا عنه أثموا. واستراحة الدواب ؛ لأنه كان يؤذيها ويضرها ويحملها ما لا تطيقه ، ويجيعها في بعض الأوقات وغير ذلك . واستراحة البلاد والشجر ، فقيل: لأنها تمنع القطر بمصيبته ،