حكاية وعبرة:
-مسن يرقد في مستشفى , يزوره شاب كل يوم ويجلس معه لأكثر من ساعة، يساعده على أكل طعامه والاغتسال. ويأخذه في جولة في حديقة المستشفى ويساعده على الاستلقاء، ومن ثم يذهب بعد أن يطمئن عليه، دخلت عليه الممرضة في أحد الأيام لتعطيه الدواء وتتفقد حاله. ابتسمت وقالت له : ما شاء الله يا حاج، الله يخليلك ابنك يومياً يزورك، لا يوجد أبناء بهذا الزمن مثله، نظر إليها ولم ينطق، وأغمض عينيه وقال لنفسه: ليته كان أحد أبنائي، ثم نظر إليها وقال : هذا يتيم من الحي الذي كنا نسكن فيه رأيته مرة يبكي عند باب المسجد بعدما توفي والده وهدأته واشتريت له الحلوى ولم احتك به منذ ذلك الوقت، ومنذ علم بوحدتي أنا وزوجتي أخذ يزورنا كل يوم ليتفقد أحوالنا حتى وهن جسدي فأخذ زوجتي إلى منزله وجاء بي إلى المستشفى للعلاج، وعندما كنت أسأله: لماذا يا ولدي تتكبد هذا العناء معنا ينظر إلي مبتسما ويقول: (ما زال طعم الحلوى في فمي يا عمي).
-سافر زوجان في رحلة بحرية، ثارت عاصفة بحرية كادت أن تودي بالسفينة فالرياح مضادة والأمواج هائجة امتلأت السفينة بالمياه وانتشر الذعر والخوف بين كل الركاب حتى قائد السفينة أيقن أنهم في خطر وأن فرصة النجاة تحتاج إلى معجزة من الله. فلم تتمالك الزوجة أعصابها فأخذت تصرخ لا تعلم ماذا تصنع ذهبت مسرعة نحو زوجها وقد كان جميع الركاب في حالة من الهياج ولكنها فوجئت بزوجها كعادته جالساً هادئاً، فازدادت غضباً و اتّهمتهُ بالبرود واللامبالاه نظر إليها الزوج وبوجه عابس وعين غاضبة واستل خنجره ووضعه على صدرها وقال لها بكل جدية وبصوت حاد: ألا تخافين من الخنجر؟ نظرت إليه وقالت: لا فقال لها: لماذا ؟ فقالت: لأنه ممسوك بيد من أثق به واحبه؟ فابتسم وقال لها: هكذا أنا فهذه الأمواج الهائجة ممسوكة بيد من أثق به وأحبه فلماذا الخوف إن كان هو المسيطر على كل الأمور؟
موقف:
كان زياد مولى ابن عباس أحد العباد الصالحين يلازم مسجد المدينة فسمعوه يوماً يعاتب نفسه ويقول لها: أين تريدين أن تذهبي إلى أحسن من هذا المسجد تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان.
-قال الشافعي رحمه الله: الحياة قاسية ولكن تلينها الأخوة والمحبة وصفاء النفوس، فبعض الأشخاص وطن يجعلونك تكتفي بهم عن كل البشر وهناك أشخاص عندما تلتقي بهم تشعر بأنك التقيت بنفسك، فثروة الإنسان هي حب الآخرين.