-في صدق الكلام :
قيل لعمر بن ذر :ما بال المتكلمين يتكلمون فلا يبكي أحد، فإذا تكلمت أنت سمع البكاء؟ فقال: ليس النائحة المستأجرة كالنائحة الثكلى.
الوفاء:
تاجر بعث ابنه بصرة فيها مبلغ من المال لسداد دين وفيما هو سائر على شاطئ نهر وقعت منه ولم يشعر بفقدها الا عندما وصل بالقرب من صاحب الدين، فرجع يبحث عنها ولم يجدها فجلس باكيا وقائلا:
يا من يرجى في الشدائد كلها * يا من اليه المشتكى والمفزعي
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة * فلئن رددت فأي باب أقرع
فاتفق وقتئذ أن مر أمير من الامراء فسمع بكاءه فقال: ما يبكيك؟ فقص عليه قصته فأخرج صرة فيها لآلئ وذهب وقال: أهذه؟ قال : لا. فأخرج صرة أخرى كان قد عثر عليها وقال: أهذه؟ قال:نعم بعينها فجزاء لصدقه أعطاه الصرتين وانشد قائلا :
أجل للمرء من مجد الغنى شرفا * مجد الوفاء وتقوى الله والكرم
وأرفع الناس عند الله منزلة * من لم يكن لحقوق الناس يهتضم
-قال يحي بن معاذ : ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة ان لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه.
-قال ابن عطاء السكندري رحمه الله : اعلم أن المجانسة تكون بالمجالسة، إن جلست مع المسرور سُرِرت، وإن رافقت الغافلين غفلت، وإن جلست مع الذاكرين لله ذكرت، فتبَصر أمرك و تدبر حال صَحبك، وإن وفقك الله إلى صُحبة طيبة فأكثر من شُكر الله على هذه النعمة العظيمة، ولا تصاحب من لا يدلك على الله.