-موقف: رفع الواقدي رحمه الله إلى المأمون رقعةً يذكر فيها كثرة الدين وقلة صبره عليه. فوقَّع فيها المأمون: أنت رجلٌ فيك خلتان: السخاء والحياء. فالسخاء أطلق ما في يديك، والحياء منعك من إبلاغنا ما أنت عليه. وقد أمرت لك بمائة ألفٍ، فإن كنتُ أصبتُ إرادتك فازدد في بسط يدك وإن لم أصبْ إرادتك فبجنايتك على نفسك.
-نماذج من التنافس في الخير: لاحظ سيدنا عُمر أن سيدنا أبا بكر يخرج إلى أطراف المدينة كل يوم بعد صلاة الفجر ويدخل بيتا صغيرا لساعات ثم ينصرف إلى بيته. فقرر دخول البيت بعد خروج سيدنا أبو بكر منه؛ ليشاهد بعينه ويعرف ماذا يفعل فيه فوجد سيدة عجوز عمياء لا تقوى على الحِراك ليس لها أحد؛ فاستغرب مما شاهد، وأراد أن يعرف ما السر فسألها ماذا يفعل هذا الرجل عندكم فقالت: والله لا أعلم يا بُني؛ فهذا الرجل يأتي كل صباح ينظف ويكنس لي البيت، ومن ثم يُعد لي الطعام وينصرف دون أن يُكلمني. وبعد وفاة سيدنا أبو بكر قام سيدنا عُمر بأستكمال رعاية العجوز الضريرة فقالت له : أمات صاحبك؟ قال : وما أدراكِ؟ قالت : جئتني بالتمر ولم تنزع منه النوى. جثم سيدنا عمر على ركبتيه، وفاضت عيناه بالدموع وقال عبارته الشهيرة: لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر. هؤلاء هم صحابة وتلاميذ رسول الله صلى الله عليه وسلم