-قال الأصمعي: بعث إلي الرشيد، وقد زخرف مجلسه وبالغ فيها وفي بنائها، وصنع فيها طعاماً كثيراً، ثم وجه إلى أبي العتاهية فأتاه، فقال: صف لنا ما نحن فيه من نعيم الدنيا. فأنشأ يقول:
(عش ما بدا لك سالماً // في ظل شاهقة القصور)
فقال: أحسنت ثم ماذا؟ (يُسعى عليك بما اشتهيت // لدى الرواح وفي البكور) فقال: ثم ماذا؟ فقال:
(فإذا النفوس تقعقعت // في ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً // ما كنت إلا في غرور).
فبكى هارون، فقال الفضل بن يحيى: بعث إليك أمير المؤمنين لتسرّه، فأحزنته. فقال هارون: دعه، فإنه رآنا في عمىً فكره أن يزيدنا عمىً. [مختصر تاريخ دمشق – لابن منظور]
عن الحارث الأعور أن عليا سأل ابنه الحسن عن أشياء من المروءة قال: فما الدنيئة؟
قال: النظر في اليسير ومنع الحقير. قال: فما اللوم؟ قال: احتراز المرء نفسه وبذله عرسه. قال: فما السماحة؟قال: البذل في العسر واليسر.[البداية والنهاية]