مواعظ

-قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وكم جلبت خلطة الناس مِن نقمة، ودفعت من نعمة وأَنزلت من محنة، وعطَّلت من منحة وأحلَّت من رزيَّة وأوقعت في بليَّة؟ وهل آفة النّاس إلَّا الناس؟ وهل كان على أبي طالبٍ عند الوفاة أضرُّ من قرناء السُّوء؟ لم يزالوا به حتَّى حالوا بينه وبين كلمةٍ واحدةٍ توجب له سعادة الأبد. وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودَّةٍ في الدُّنيا وقضاء وَطَرِ بعضهم من بعضٍ تنقلب إذا حقَّت الحقائق عداوةً، يعضُّ المخالط عليها يديه ندمًا. [مدارج السالكين].

-قال الإمام الشاطبي رحمه الله: من علامات السعادة على العبد؛ تيسير الطاعة عليه، وموافقة السنة في أفعاله، وصحبته لأهل الصلاح، وحسن أخلاقه مع إخوانه، وبذل معروفه للخلق، واهتمامه للمسلمين، ومراعاته لأوقاته. [الاعتصام]

-لما حضرت معاذ بن جبل رضي الله عنه الوفاة: قال لجاريته: ويحك هل أصبحنا؟
قالت: لا، ثم تركها ساعة، ثم قال: انظري، فقالت: نعم. فقال: أعوذ بالله من صباح إلى النار، ثم قال: مرحبا بالموت، مرحبا بزائر جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن كنت أحب البقاء لمكابدة الليل الطويل، ولظمأ الهواجر في الحر الشديد، ولمزاحمة العلماء بالركب في حلق الذكر. [جامع بيان العلم وفضله]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *