*أحداث ما قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم:
– فقال: ” إحملوني إليهم ” فحمل النبي وصعد إلى المنبر فكانت آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” أيها الناس كأنكم تخافون علي” فقالوا: نعم يا رسول الله فقال: ” أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا، أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم ” ثم قال:” أيها الناس الله الله في الصلاة ، الله الله في الصلاة ” أي( أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاة ) وظل يرددها ثم قال: ” أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا ” ثم قال: ” أيها الناس إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله ” فلم يفهم أحد قصده من هذه الجملة، الا سيدنا أبوبكر هو الوحيد الذي فهم هذه الجملة،فانفجر بالبكاء وعلا نحيبه،ووقف وقاطع النبي وقال: فديناك بآبائنا،فديناك بأمهاتنا فديناك بأولادنا و بأزواجنا فديناك بأموالنا. وظل يرددها فنظر الناس إلى أبو بكر كيف يقاطع النبي فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدافع عن أبو بكر قائلاً : ” أيها الناس، دعوا أبوبكر، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به، إلا أبوبكر لم أستطع مكافأته،فتركت مكافأته إلى الله عز وجل، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبو بكر لا يسد أبداً “
– وقبل نزوله عن المنبر بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين كآخر كلمات دعوات لهم فقال:” أواكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، ثبتكم الله، أيدكم الله” وقال:” أيها الناس، أقرؤوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة” ثم حمل إلى بيته وعندما دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي ينظر الى السواك ولكنه لم يستطيع أن يطلبه من شدة مرضه.ففهمت أمنا عائشة من نظرة النبي،فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مرة أخرى حتى يكون طرياً عليه فقالت: كان آخر شيء دخل جوف النبي هو ريقي، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت.
*أب يعظ ابنه:
قال: يابني التقوى خير زاد فاستكثر منها في سَيرك ليوم المعاد. يا بني: فعل الطيبات رزق فلا تمُن على الله بما أنعم به عليك ،واحمده على أن هداك سبل السلام، واعلم أن حسن ظن الناس بك أمانة فلا تضيعها، وقضاء حوائجهم تسخير فاحمد الله على ذلك واطلب التيسير. يا بني: اجعل الكلمة الطيبة رأس مالك واترك صلاح عملك إرثاً لعيالك فإنما حفظ المال لغلامين كان أبوهما صالحا.