مر مسكين بأبي الأسود ليلا وهو ينادي: أنا جائع! فأدخله وأطعمه حتى شبع، ثم قال له: انصرف إلى أهلك، وأتبعه غلاما وقال له: إن سمعته يسأل فاردده إلي. فلما جاوزه المسكين سأل كعادته، فتشبث به الغلام ورده إلى أبي الأسود. فقال: ألم تشبع؟ فقال: بلى. قال: فما سؤالك؟ ثم أمر به فحبس في بيت وأغلق عليه الباب، وقال: لا تروع مسلما سائر الليلة ولا تكذب. فلما أصبح خلى سبيله، وقال: لو أطعنا السؤال صرنا مثلهم.