نظرة وداعه صلى الله عليه وسلم للمسلمين

في فجر يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وقف أبو بكر يصلي بالناس صلاة الفجر، والرسول صلى الله عليه وسلم في حجرته لا يخرج الى صلاته بسبب ثقل مرضه، وكانت تقوم على وضوءه أمنا عائشة رضي الله عنها، وكان يصلي على فراشه صلى الله عليه وسلم، لا يستطيع أن يجلس، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت قرأته من حجرته، فوجد من نفسه صلى الله عليه وسلم خفةً ونشاطاً فقام ووقف على قدميه دون أن يتكئ على أحد، ثم كشف ستارة الحجرة، والمسجد يضاء بالسراج لا يكاد الرجل يبصر أمامه، نظر إليهم ثم تبسم يضحك كأن وجه القمر إذا اكتمل بدره قال الصحابه: فوالذي بعثه بالحق، أضاء المسجد كأنه في رابعة النهار، حتى إننا للنظر للخيط والمخيط، فرفعنا رؤوسنا ننظر إليه فهممنا أن نفتن من الفرح برؤيته صلى الله عليه وسلم، فأشار إلينا قائلاً: (الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم، اللهم قد بلغت)، رفع اصبعه للسماء وهو يقول: (اللهم قد بلغت)،: ثم ارخى الستارة، وصلى الفجر في حجرته صلى الله عليه وسلم، فكانت آخرة مرة رأينا بها وجه النبي صلى الله عليه وسلم، تفائل الصحابة وأطمأنت نفوسهم، وسكنت قلوبهم، فقد ظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد عاد الى صحته وتشافى من مرضه، فكانت هي النظرة الأخير نظرة الوداع، وانطلق بعض الصحابة بعد صلاة الفجر، يتدبرون شوؤنهم.

🌾
🥭
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *