هجرة عمر بن الخطاب

قال علي رضي الله عنه:

عندما أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الهجرة،

تنكّب قوسه وتوشح سيفه، وأمسك وتقلد كنانته، ثم تخصر بعنزة، ثم أتى وضح النهار، وقريشٌ في أنديتها،

فطاف سبعاً طواف متمكن لا يلتفت لأحد، ثم ركع في المقام ركعتين، صلاة مطمئن لا يلتفت لأحد،

ثم وقف وإستقبل أندية قريش، وإقترب منها واثق الخطوة، ثم قال:

شاهت الوجوه، والله لا يرغم الله إلا هذه المعاطس، يا معشر قريش إني راحل إلى يثرب فمن أراد منكم أن تثكله أمه أو تُرمل زوجُه أو يُيتم أولاده فليتبعني إلى بطن هذا الوادي.

فو الله ما تحرك قرشي من مجلسه، ثم قال عمر:

يا معشر المستضعفين من أراد أن يصحبني إلى الهجرة فليتبعني، فصحبه رهط. فوالله ما تجرأ قرشي أن يرد مستضعفاً خوفاً من عمر فكانوا (١٧) والبعض قال (٢٧).

وهنا عمر يمثل نفسه وهو غير اسوة لكل من أسلم بعكس النبي صلى الله عليه وسلم القدوة والاسوة للكل.

قال تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}

لذا هاجر عمر علناً، وهاجر صلى الله عليه وسلم سراً، أخذ بالأسباب، رحمة بالمستضعفين من أمته.

🌾
🍁
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *