فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم في طريق عودته من تبوك نزل جبريل وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بخبر مسجد الضرار وأنهم أرادوا به التفريق بين المؤمنين، وعقد المؤامرات، حتى إذا كان على مقربة من المدينة، وكان من سنته لا يدخلها ليلاً ابداً، وارسل البشائر فأنتدب اثنين من الصحابة وهما مالك بن الدخشم ومعن بن عدي ليبشروا الناس بقدوم الجيش ليستعدوا للقاء ذويهم، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم سراً بينه وبينهم: (انطلقوا فأخبروا الناس أن جيش المسلمون قد رجعوا سالمين غانمين فإذا أخبرتم الناس انطلقوا الى هذا المسجد الظالم أهله فحرقوه على من فيه ثم هدموه)، وأعرس وبات خارجها ليدخلها عندما ترتفع الشمس وقت صلاة الضحى،
فأنطلقوا واخبروا الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم والجيش قد قدموا سالمين، وكان المنافقين قد ارجفوا في المدينة بأن محمداً وجل اصحابه قد هلكوا في الطريق من الحر والعطش، وكانوا كل يوم يشيعون إشاعة ارجاف، فكان أهل المدينة في كآبة وحزن، لن يروا وجه النبي صلى الله عليه وسلم، ولن يروا مجمل أهلهم الذين خرجوا فلما شاع الخبر بالبشرى واشتغل الناس كلهم بالاستعداد لأستقبال ذويهم من المجاهدين وذهب الصحابة الذين أمرهم النبي بحرق مسجد الضرار الذي كان يعقد فيه المنافقون مؤتمرهم ذهب الصحابة الذين أمرهم النبي بحرق مسجد الضرار الذي كان يعقد فيه المنافقون مؤتمرهم ، واشعلوا جريد من اوراق النخيل وألقوه من نوافذ ذلك المسجد فأخذ المنافقون يفرون من ها هنا وهناك ، ثم هدموا المسجد على قواعده فلم يبقى له أثر ولما كان الصبح دخل النبي صلى الله عليه وسلم مدينته المنورة فلما أشرف على المدينة يقول الصحابة فلما ترأت له المدينة فلما ترأت له المدينة طرح ردائه عن منكبيه وقال: (هذه طابة هذه طابة هذه طابة أسكننيها ربي، تنفي خبث أهلها كما ينفي الكير خبث الحديد)، فلما وقع نظره على جبل أحد، اوقف راحلته واستقبل جبل أحد وقال: (هذا جبل يحبنا ونحبه ويجعله الله على باب الجنة)، هل تعلمون لماذا؟ إن هذا الجبل التي سالت عليه دماء النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وسالت عليه دماء سبعين شهيد من اصحاب النبي على راسهم عمه حمزة أسد الله ورسوله دماء الشهداء الصادقين يكرمها الله، حتى الارض التي سالت عليها دمائهم حتى الجبل ومع أن الجنة ليس فيها جبال، ولكن سيرفع الله جبل احد يوم القيامة ويكون على باب الجنة، وكل من دخل الجنة سيرى جبل احد على بابها وذلك تكريماً لدماء الشهداء فيا امهات الشهداء طوبى للأبطال الشهداء، طوبي للشهداء، وويلٌ للجبناء، فلا نامت اعين الجبناء ثم دخل المدينة صلى الله عليه وسلم وكان من سنته أن يدخل مسجده اولاً، فيصلي فيه ركعتين فإذا فرغ من صلاته، أتى بيت فاطمة ابنته رضي الله عنها فيسلم عليها ويطمئن عنها، ثم طاف على حجرات ازواجه يسلم عليهن، يقول الصحابة فركع كعادته وظننا أنه سينطلق، فإذا به أخذ مكانه في المحراب وجلس.