اختيار القراء دعاة: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، عامر بن مالك من بني عامر من اهل نجد كنيته ابو البراء، ويلقب مُلاعبِ الأسنَّة لانه يتلاعب بالسلاح بيديه من شدة مهارته، وكان قد شاخ فأخذ الزعامة منه أبن أخيه عامر بن الطفيل،
فقدم هدية للرسول صلى الله عليه وسلم، ودعاه النبي فلم يسلم ولم يرفض الاسلام، خوفاً على مكانته في قبيلته،
فقال: يا محمد إني أرى أمرك هذا حسنٌ شريف، فلو بعثت رجالاً من أصحابك الى أهل نجد يدعونهم الى أمرك، فإني أرجو أن يستجيبوا لك،
فقال له النبي: إني أخشى عليهم أهل نجد،
فقال: أنا جارٌ لهم، فاستجاب النبي، وأختارهم من القراء وعددهم سبعين صحابي، وكانوا هؤلاء الشباب من الصحابة إذا صلوا العشاء مع النبي انطلقوا الى أطراف المدينة مع معلم لهم من كبار الصحابة يعلمهم القران فيحفظونه حتى يتقنونه، ويتفقّهوه، واقاموا الليل، حتى إذا كان الفجر استعذبوا من الماء فملؤوا القربة، وأحتطبوا وجاؤوا بهما الى حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ويشهدون الفجر جماعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنهم أجمعين،
ثم أنطلق ابو البراء وسبقهم واخبر عامر بن الطفيل، قال: يا أبن أخي سيحضر أصحاب محمد وإني قد أجرتهم حتى يبلغوا دعوته،