السير


روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان يبكي كلما تذكر فتح “تستر”.
مدينة فارسية حصينة حوصرت سنة ونصف، ثم تحقق للمسلمين فتحاً مبيناً. وكان من أصعب الفتوح التي خاضها المسلمون. فإذا كان الوضع بهذه الصورة فلماذا يبكي أنس بن مالك رضي الله عنه عندما يتذكر موقعة تستر؟ لقد فتح باب حصن تستر قبيل ساعات الفجر بقليل، وانهمرت الجيوش الإسلامية داخل الحصن ودار لقاء رهيب وكان قتالاً في منتهى الضراوة. وكل لحظة تحمل الموت، وتحمل الخطر على الجيش المسلم. موقف في منتهى الصعوبة. وأزمة من أخطر الأزمات ولكن بفضل الله كتب النصر للمؤمنين على المجوس وكان انتصاراً باهراً، وبعد لحظات من شروق الشمس واكتشف المسلمون أن صلاة الصبح قد ضاعت ولم يستطع المسلمون أن يصلوا الصبح في ميعاده، ويبكي أنس بن مالك رضي الله عنه لضياع صلاة الصبح مرة واحدة في حياته. يبكي وهو معذور، وجيش المسلمين معذور، ومشغول بذروة سنام الإسلام لكن الذي ضاع شئ عظيم، كان يقول أنس: وما تستر؟ لقد ضاعت مني صلاة الصبح، ما وددت أن لي الدنيا جميعاً بهذه الصلاة.
🌾🌾
💫

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *