-على المسلم ألا يقنط من رحمة الله لكثرة معاصيه وعليه ان لا يأمن من عذاب الله لكثرة حسناته ولكن يكون بين الخوف من العذاب والرجاء في الرحمة
-قال عالم لتلميذه :
هات ما عندك ؟ قال الأولى : أني نظرت إلى الخلق فرأيت كلّ واحد يتخذ صاحباً فإذا ذهب إلى قبره فارقه صاحبُه فصاحبتُ الحسنات فإذا دخلتُ القبر دخلتْ معي. الثانية : أني نظرت في قول الله تعالى: { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنّة هي المأوى*} فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله الثالثة : أني نظرت إلى الخلْق فرأيت أنّ كلّ من معه شيءٌ له قيمة حفظه حتى لا يضيع ثم نظرت إلى قوله تعالى: { *ما عندكم ينفذ وما عند الله باق } فكلما وقع في يدي شيءٌ له قيمة وجهته لله ليحفظه عنده. الرابعة: أني نظرت إلى الخلق فرأيت كلاً يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه ثم نظرتُ إلى قوله تعالى: { *إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم*} فعملتُ في التقوى حتى أكونَ عند الله كريماً. الخامسة : أني نظرت إلى الخلق وهم يتحاسدون على نعيم الدنيا فنظرتُ إلى قوله تعالى: { *نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا*} فعلمتُ أن القسمة من عند الله فتركتُ الحسد عنّي السادسة : أني نظرتُ إلى الخلق يعادي بعضهم بعضاً ويبغي بعضهم بعضا ويقاتل بعضهم بعضاً ونظرتُ إلى قوله تعالى: { إنّ الشيطان لكم عدوّ فاتخذوه عدوّا } فتركتُ عداوة الخلق وتفرغتُ لعداوة الشيطان وحده السابعة: أني نظرتُ إلى الخلق فرأيتُ كل واحد منهم يُكابد نفسه ويُذلّها في طلب الرزق حتى أنّه قد يدخل فيما لا يحلّ له فنظرتُ إلى قوله تعالى: { *وما من دابّة في الأرض إلا على الله رزقها*4} فعلمتُ أنّي واحدٌ من هذه الدوابّ فاشتغلتُ بما لله عليّ وتركتُ ما ليَ عنده . الثامنة : أنّي نظرتُ إلى الخلق فرأيتُ كلّ مخلوق منهم متوكّلاً على مخلوق مثله هذا على ماله وهذا على ضيعته وهذا على مركزه ونظرتُ إلى قوله تعالى: { *ومن يتوكّل على الله فهو حسبه*} فتركتُ التوكّل على المخلوق واجتهدتُ في التوكّل على الله الخالق