رضاعتة

ومضة من السيرة
في سوق عكاظ، رأى أحبار يهود قافلة بني سعد وهي مقبلة فوقها غمامه تسير معهم وتقف إذا وقفوا، فاندهشوا وقال أحدهم ورب موسى أن هذه القافلة تحمل احمد، فعرضوا أنفسهم على القافله على انهم عرافين، فتهافت الناس عليهم، فقلت لاحدهم: اريد ان إريكم هذا المولود، فلما أخذوا يتفحصوا صفاته، ارتسمت على وجوههم الدهشة، وأخذوا ينظرون لبعض ثم ينظرون على محمد، فقالوا لي: ما هذه الحمرة التي في عينيه، قلت: هذه في عينيه منذ ولادته، فقالوا: ايتيم هو؟ فخفت عليه منهم وقلت: ليس يتيما وهذا ابوه واشرت إلى زوجي، فقال احدهم: اتراه هو، فقال: أي ورب موسى وعيسى هو، ثم صرخ في الركب اياها الناس اقتلوا هذا الصبي، فإنه أن بلغ مبلغ الرجال ليسفهن احلامكم وليبدلن دينكم، وليكفرن ما مضى من آبائكم، ويل للعرب من شر قد اقترب، فصرخت في وجهه وقلت: ويل لك انت اطلب لنفسك من يقتلك انا لا نقتل ولدنا، فقال لصاحبه الم تقل لك انه ليس يتيما، فقال: لو قالت لقتلته، ولما سمعت ما قالوا ضممته على صدري وهربت واختفيت عنهم، وتأكدت أنه تدور حوله أمور غير عاديه، فلما وصلنا ديارنا فاح فيها ريح العود، فما بقي بيت إلا وفاح منه ريح العود وذلك كل يوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *