رضاعته

قالت حليمه: فأخذت أحدث أمه وجده عن محبتنا له وحبه لنا، فقالت آمنة: ما شأنك ياحليمه، فقلت: أحببناه ولا نتحمل فراقه، وانا رأينا البركة فيه، ونحب أن يبقى عندنا عامين آخرين، نأمن عليه من وباء مكة، فما زالت تحدثها وتقنعها حتى وافقت، فقال آمنة: ألا أخبرك عن ولدي؟ يا حليمه احرصي عليه فإن لا شأن، فرجعت به وفي الطريق مررنا بركب من أهل الكتاب من الحبشة، فعرضته على راهب، قلت له إن له أمور غريبة، هذه الحمرة في عينيه، فاخذ يتفحصه، وقال ما اسمه؟ قلت محمد، فقال وهو مندهش: هل ولد يتيما؟ فاحببت أن اصدقه، قلت: نعم، فأخذ يقبله وقال لمن معه: أي ورب عيسى إنه نبي فاخذوا يقبلوا رأسه ويضموه إلى صدورهم، ثم قالوا لها: لنأخذه إلى ملكنا وبلدنا فإن هذا الغلام كائن لنا، وله شان ونحن نعرف امره، قالت حليمه: فاخذته ولم أكد انفلت به منهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *