-يُرْوَى عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنَّه قام على درج مسجد دمشق فقال:
يا أهلَ دمشق ، ألا تسمعون من أخٍ لكم ناصح ، إنَّ من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيرا ويبنون مشيدا ويأملون بعيدا، فأصبح جمعهم بورا وبنيانهم قبورا وأملهم غرورا،
هذه عادٌ قد ملأت البلاد أهلاً ومالاً وخيلاً ورجالاً، فمن يشتري مني اليوم تركتهم بدرهمين.
-نصيحة تربوية:
– كان يقال: إذا دخلت على أحد فسلمت فقم حتى يشير إليك صاحب المنزل أن تجلس فالقوم أعلم بعورات بيوتهم .
– قال ابن شبرمة لابنه: يا بني إياك وطول المجالسة فإن الأسد إنما يجتريء عليها من أدمن النظر إليه.
-قال كعب الأحبار رحمه الله :
أن لقمان ، قال لابنه : يا بني كن أخرس عاقلا، ولا تكن نطوقا جاهلا، ولأن يسيل لعابك على صدرك وأنت كاف اللسان عما لا يعنيك أجمل بك وأحسن من أن تجلس إلى قوم فتنطق بما لا يعنيك، ولكل عمل دليل ودليل العقل التفكر، ودليل التفكر الصمت، ولكل شيء مطية ومطية العقل التواضع وكفى بك جهلا أن تنهى عما تركب، وكفى بك عقلا أن يسلم الناس من شرك.
-قال الأحنف بن قيس :
خير الإخوان من إن استغنيت عنه لم يزدك في المودّة، وإن احتجت إليه لم ينقصك منها وإن عثرت عضدك، وإن احتجت إلى مؤونته رفدك.
وقال الشاعر: (إنّ أخاك الصّدق من لن يدعك “” ومن يضرّ نفسه لينفعك
ومن إذا ريب زمان صدعك “” شتّت شمل نفسه ليجمعك)
-قال: يا ابتي ما الفائدة من قراءتنا للقرآن دون أن نحفظ منه شيئا؟
فاجابه: سأخبرك ﻻحقا لكن إذهب بهذه السلة واملأها ماء من البحر فقال: مستحيل أن أملأها فقال له: جرب فأخذها واتجه بها الى البحر وحاول ملأها وأتجه نحو أبيه مسرعا ولكن تسرب منها الماء فقال: ﻻ فائدة فقال اﻻب: جرب مرة أخرى، ففعل عدة مرات ولم ينجح فقال: ﻻ يمكن أن نملأها بالماء، فقال : تلاحظ شيئا على السلة، هنا تنبه وقال: نعم يا ابي كانت متسخة من الفحم والآن أصبحت نظيفة تماما فقال الأب: وهذا تماما ما يفعله القرآن بالقلب، فالدنيا تملأ القلب بأوساخها والقرآن كما البحر ينظفه حتى لو لم يحفظ منه شيئا.