قالت أسماء بنت أبي ربكر رضي الله عنهما :
لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل شيخًا كبيرا يسند ظهره إلى الكعبة وهو يقول:
يا معشر قريش والذي نفسُ زيد بيده ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري ، ثم يقول:
اللهم لو أعلم أي الوجوه أحب إليك عبدتك به ولكن لا أَعلمُه ثم يسجد على راحته وكان إذا استقبل الكعبة قال: لبيك حقًّا حقا، تعبُّدًا ورِقّا.
فلنتأمل كيف كان هذا الشيخ يتقطع قلبُه حسرًة وتغشاه العَبرة أنْ لا يعرف كيف يعبد الله ربَّه بأحب الأمور إليه،
ونحن نتقلب في نعمة الله علينا بمعرفتنا جميعَ أنواع العبادات التي يحبها الله تعالى،
ومع ذلك لا نأتي إلا القليل منها مع التقصير؛ فنسأل الله أن يدركنا بعفوه ومغفرته.
موقف:
كان أحد الأمراء يصلي خلف إمام يطيل في القراءة فنهره أمام الناس،
وقال له: لا تقرأ في الركعة الواحدة إلا بآية واحدة فصلى بهم المغرب وبعد أن قرأ الفاتحة قرأ قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} الأحزاب67
وبعد أن قرأ الفاتحة في الركعة الثانية قرأ قوله تعالى: {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً} الأحزاب68،
فقال له الأمير يا هذا: طول ما شئت واقرأ ما شئت، غير هاتين الآيتين.