قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
أعجب ما في الإنسان قلبه وله مواد من الحكمة وأضداد من خلافها. فإن سنح له الرجاء أذله الطمع. وإن هاجه الطمع أهلكه الحرص. وإن ملكه اليأس قتله الأسف. وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ. وإن أسعد بالرضا نسي التحفظ. وإن أتاه الخوف شغله الحذر. وإن اتسع له الأمن استلبته الغرة. وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع. وإن استفاد مالاً أطغاه الغنى. وإن عضته فاقة بلغ به البلاء. وإن جهد به الجوع قعد به الضعف. وإن أفرط في الشبع كظته البطنة. فكل تقصير به مضر وكل إفراط له قاتل.
كان الإمام الطَّبري : مَعَ علْمهِ الواسِع ضحُوك السّن، محباً لأهْل الفَضل؛ وذات يوم وضع حِذاءَه عنْدَ الإسكافِي ليصلحَه، فتأخر عليْهِ الحذَاء، وكَانَ يمُر عليْهِ، فكلمَا رآهُ الإسكافي وضَع الحذاء في الماء، فقال له الطَّبرِي: أعطيناكَ الحِذاء لتُصلحَه لا لِتعلِّمَه السباحَة.
-محاسن الجواب:
دخل السيد بن أنس الأزدي على المأمون، فقال: أنت السيد؟ فقال: أنت السيد يا أمير المؤمنين، وأنا ابن أنس .