طفولته

قالت حليمة: فأخذناه وحدثنا قومنا في بني سعد فخافوا عليه من الجن والشيطان وقالوا يا حليمة: أحضري له كاهنًا يرى ما القصة، فأخذناه، ومحمد يقول (مالي ومال الكاهن ليس بي شيء أنا بخير)، دخلنا على الكاهن، وأخذت أقص عليه، ما رأى محمد من أمور غريبة فقال: اُصمتي يا امرأة، ودعيني أسمع الصبي ونظر إلى محمد، وقال حدثني يا غلام ماذا جرى لك؟ فحدثه كما حدثنا من قبل، فلم يزد كلمة ولم ينقص، فلما سمع الكاهن حديثه قام من مكانه فزع ووقف على قدميه، ثم أمسك بمحمد، وضمه إليه وصاح بأعلى صوته يا للعرب يا للعرب من شرٍ قد اقترب، اقتلوا هذا الصبي، واقتلوني معه، لئن تركتموه، وبلغ مبلغ الرجال ليبدلن دينكم، وليسفهن عقولكم، وعقول آبائكم، وليخالفن أمركم وليأتينكم بدين لم تسمعوا به، اقتلوه واقتلوني معه. قالت حليمة: فانتزعت الصبي من بين يديه، وصرخت في وجهه، أجّن أعتّه اُطلب لنفسك من يقتلك، أما نحن فلا نقتل ولدنا، ثم أخذت محمدا، وخرجت به مسرعة، فما زال يصرخ، اُقتلوه لا تدعوه اقتلوه واقتلوني معه حتى وقع مغشياً عليه، وقد هلك، قالت حليمة: رجعت بمحمد، إلى ديار بني سعد، ففاح ريح المسك، أكثر مما كنا نجد من قبل، وأصبحنا نتخوف على محمد بعد تلك الحادثة، فقال قَََََومُنا أبا كبشة: نرى أن ترجع الصبي لأهله قبل أن يظهر منه شيء يا أبا كبشة، فقد انتهت مدة كفالته قالت حليمة: وأنا لا أريد أن أرجعه، فقد تعلق قلبي به ولكن قومنا غلبونا وخوفونا من الأمر فقررنا أن نرجعه، فلما كنا على مشارف مكة غفلت عن محمد ساعة فلم أجده، بحثنا عليه بين الركب فلم أجده، بحثنا حولنا فلم نجده حتى كادت أن تغيب الشمس، وأنا أصيح وأقول وامحمداه فقال أبوه: لنذهب إلى مكة، ونخبر جده بما حدث
🌾🌹🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *