-قال التابعي بكر بن عبد الله المزني رحمه الله:
إنكم تستكثرون من الذنوب فاستكثروا من الاستغفار، وإن الرجل إذا أذنب ذنبا ثم رأى إلى جنبه استغفارا سره مكانه [الزهد للإمام أحمد].
-سأل معاوية رضي الله عنه، الأحنف بن قيس عن الولد، فقال:
يا أميرالمؤمنين أولادنا ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء في ظليلة، وبهم نصول عند كل جليلة، فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فأرضهم، يمنحوك ودهم، ويحبّوك جهدهم، ولا تكن عليهم قفلا فيتمنّوا موتك ويكرهوا قربك. ويملوا حياتك. فقال له معاوية: لله أنت! لقد دخلت علىّ وإني لمملوء غيظا على يزيد ولقد أصلحت من قلبي له ما كان فسد. فلما خرج الأحنف، بعث معاوية إلى يزيد بمائتي ألف درهم، فبعث يزيد إلى الأحنف بنصفها.
-قال الحجَّاج بن يوسف لابن القرِّيَّة:
ما زالت الحكماء تكره المزَاح، وتنهى عنه،
فقال: المزَاح من أدنى منزلته إلى أقصاها عشرة أبواب:
المزاح أوَّله فرح، وآخره تَرح. المزاح نقائض السُّفهاء، كالشِّعر نقائض الشُّعراء. والمزَاح يوغر صدر الصَّديق، ويُنفِّر الرَّفيق. والمزاح يُبدِي السَّرائر؛ لأنَّه يُظهر المعَاير. والمزاح يُسقِط المروءة، ويُبدِي الخَنا. لم يجر المزْح خيرًا، وكثيرًا ما جرَّ شرًّا. الغالب بالمزاح واترٌ، والمغلوب به ثائرٌ. والمزاح يجلِب الشَّتمَ صغيرُه، والحربَ كبيرُه، وليس بعد الحرب إلَّا عفوٌ بعد قُدْرة.
فقال الحجَّاج: حسبك، الموت خيرٌ من عفوٍ معه قُدْرة.