من السير

(…)، سأله الإمام البصري: أين المائدة يا حبيب؟ فقد أهلكنا الجوع،

فقال حبيب: يا سيدي، لقد جاءنا أحد المساكين فأعطيته جميع ما لدينا لليوم، ‏ولقد سمعتك تقول بأن الإيمان أن تثق مما عند الله من الفضل أكثر من وثوقك لما بين يديك،

فقال الحسن البصري: إنك رجل كثير اليقين قليل العلم، أما لو أعطيته النصف وأبقيت لنا النصف لنتقوى به.

فقال حبيب: يا سيدي، ثوابه لك وأنا استغفِر الله، فلما أقبل الليل فإذا بقارعٍ يقرع باب الدار، توجه حبيب إلى الباب، وفتحه فإذا بغلامٍ يحمل صحناً وإناءً فيهما ما لذ وطاب من الطعام والشراب، وقال الغلام: هذه هدية من سيدي، فإن قَبِلَ الحسن البصري بالهدية فإني حر لوجه الله تعالى كما قال سيدي، وإني قد طال عليّ الرِّق.

فتبسم حبيب لذلك وقال: لا إله إلا الله، عتق رقبةٍ وإطعام جائعٍ بآنٍ واحد؟ فدخل حبيب بالطعام على البصري وقال له: يا سيدي، إنك كثير العلم قليل اليقين.

وعند رؤية الحسن البصري لهذا الموقف قال: يا حبيب، نحن تقدمناك، ولكن أنت سبقتنا [إبعاد الغمم عن إيقاظ الهمم في شرح الحِكم]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *