مواعظ

موقف: ‏

-جاء رجل من السلف إلى بيت صديق له فخرج إليه، فقال: ما جاء بك، قال: علي أربعمائة درهم فدخل الدار فوزنها ثم خرج فأعطاه، ثم عاد إلى الدار باكياً فقالت زوجته: هلا تعللت تعذرت وتهربت عليه إذا كان إعطاؤه يشق عليك، فقال: إنما أبكي لأني لم أفتقد حاله فاحتاج أن يقول لي ذلك. [التبصرة]

-قالَ أبُو بَكْرٍ بَعْدَ وفاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بنا إلى أُمِّ أيْمَنَ نَزُورُها، كما كانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزُورُها، فَلَمّا انْتَهَيْنا إلَيْها بَكَتْ، فَقالا لَها: ما يُبْكِيكِ؟ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقالَتْ: ما أبْكِي أنْ لا أكُونَ أعْلَمُ أنّ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، ولَكِنْ أبْكِي أنّ الوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّماءِ، فَهَيَّجَتْهُما على البُكاءِ. فَجَعَلا يَبْكِيانِ معها. [صحيح مسلم]

قال الإمام ابن حبان رحمه الله:

فلو لم يكن في اعتذار المرء إلى أخيه خِصلةٌ تُحمد إلا نَفيُ العُجب عن النفس في الحال، لكان الواجب على العاقل أن لا يفارقه الإعتذار عند كل زَلّة.

[روضة العقلاء ونزهة الفضلاء]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *