استسقاء قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم: قال أبو طالب فيها أبيات شعر تجاوزت المئة بيت، والابيات مشهورة من بعضها(وأبيض يستسقى الغمام بوجهه // ثمال اليتامى عصمة الأرامل). روى ابن عساكر عن جلهمة بن عرفطة قال: قدمت إلى مكة وقريش في قحط فسمعت قائلاً منهم يقول: اعتمدوا اللات والعزة وقائل يقول: اعتمدوا مناة الثالثة الأخرى من أجل الاستسقاء، فقال شيخٌ وسيمٌ حسنُ الوجهِ: أنّى تؤفكون وفيكم بقية ابراهيم وسلالة اسماعيل فقالوا له: كأنك تقصد أبا طالب؟ قال: نعم، فقاموا بأجمعهم إلى بيته، فدقوا عليه باب بيته، فخرج عليهم رجل حسن الوجه عليه إزار قد اتشح به فثأروا إليه، قالوا: يا أبا طالب أقحط الوادي، وأجدب العيال فاستسق لنا كما كان يفعل أبوك. قال: فخرج أبو طالب ومعه غلام وكان كأنه شمس دجنة تجلت عليها سحابة قتماء، وكان ابو طالب حوله أغلمة، فأخذه من دونهم، فطاف به في البيت سبعا ثم ألصق ظهر الغلام بالكعبة ولاذ بأُضْبُعِي الغلام فأخذ أبو طالب يدعوا، وأخذ الغلام يحرك أصبعيه، فأقبل السحاب من ها هنا، وها هنا، وأغدق واغدودق وانفجر له الوادي وأخصب له النادي والبادي. وسقى الله عز وجل قريش، ببركة حبيبه صلى الله عليه وسلم.