أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها. هي بنت خويلد الأسدية، يلتقي نسبها بالنبي صلى الله عليه وسلم، مع جده الخامس قصي بن كلاب. كانت إمرأة فاضلة حازمة وشريفة،وعندها أموال كثيرة كانت لا تخرج مع رجال مكة في رحلة الشتاء والصيف للتجارة بل كانت تستأجر الرجال في تجارتها، وكانت أموالها تعادل أموال تجار قريش جميعاً، كان نصف التجارة لقريش ونصفها لخديجة وكانت تعطي الرجل الذي تستأجره لتجارتها سهم، فلما إستعدت قافلة قريش لرحلة الصيف، فأخذت تفكر من تختار في تجارتها لهذا العام، وكان قد إنتشر خبر عن الرجل الصادق الأمين، ومناقبه وجمال أخلاقه صلى الله عليه وسلم، قريش كلها أندهشت، بصدقه وخُلقه الرفيع، فلم يرى أحد منه ولو كذبة واحده، ولا أخلف موعد، ولم يروا منه همزة، ولا لمزة، ولا غمزة. فأخذت خديجة تستشير من حولها، لو أني عرضت تجارتي على محمد بن عبدالله فهل يقبل. قالوا لها: إلى اليمن نعم، أما إلى الشام فإن عمه أبا يخشى عليه الذهاب إلى الشام، لأن الأحبار أُخبروه أن اليهود يكيدون له.