تجارته للشام

تجارته للشام: خرج ميسرة مع النبي صلى الله عليه وسلم، يرافقه ليخدمه، ورأى من خصاله وصفاته الشيء الكثير، فحفظ كل شيء رآه، ليخبر السيدة خديجة، قال ميسرة: إقتربنا من أرض الشام، جلسنا نستريح في ظل شجرة، جاءنا راهب وقال: من الذي بالقافلة؟ فقلت: رجال من قريش، قال: كنت أنظر إليكم من بعيد رأيت غمامة تظل الركب ما رأيتها من قبل، تمشي إذا مشيتم وتقف إذا وقفتم، فمن موجود بالركب من الأشراف؟ فقلت: محمد بن عبدالله، هو من الاشراف وهو الذي يتاجر لخديجة في هذا العام فقال الراهب نسطور: هل تدلني عليه؟ قلت: ولكن ماذا تريد منه؟ قال: أحب أن أراه فأقترب وسلم عليه، وصار ينظر لمحمد ويتمعن فيه ثم قال: هل تسمح لي بكلمة، فأخذني الى جنب وقال: هذه الحمرة التي في عيني صاحبك هل ظهرت له بالسفر؟ قلت: لا هي ملازمة له منذ أن ولد إلى أيامنا هذه، قال: هل ولد صاحبك يتيماً؟ قالت: أجل قال: وماذا صنعت أمه؟ قالت: ماتت وعمره ست سنين قال: هل يقسم صاحبك باللات والعزة؟ قالت: إنه يكرههما كرهاً شديداً وإذا استحلفته بهما لم يسمع إليك فقال:احفظ عني ما أقول، ورب السماوات والأرضين، وربِ موسى وعيسى، إنا لننتظر نبي يُختم به الأديان ورسالات السماء الذي بشر به موسى وعيسى وإنه هو هذا، صاحبك الذي معك نجد إسمه عندنا أحمد، يا ميسرة: ما معنى إسم محمد في لغتكم؟ قلت: إسم محمد هو الذي لا أحد يذمه أبداً قال: هو ذا أحمد ينطبق بنفس المعنى، قال: إحرص على خدمته وإذا قال لكم: إني رسول الله إياك أن تكذبه، ولا تخبر أحد من القوم بما قلته لك، فإن له أعداء، واحرص عليه من يهود لا تجعله يخلوا بأحد منهم أبداً.
🌾🍐🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *