تجارته للشام

قال ميسرة: فوعيت ذلك كله وكتمت الأمر حتى أُخبر خديجة قال ميسرة: واتجهنا إلى السوق فأقبل إليه راهب، فاشترى من محمد ثم أخذ يجادل محمد يقول له: لا ليس هكذا إتفقنا، فلما احتدَّ النقاش، قال له الراهب: إحلف باللات والعزة أن القول قولك، فقال له صلى الله عليه وسلم:(ما كرهت شيئاً ككرهي للات والعزة، لا تستحلفني بهما وخذ بضاعتك والقول قولك) فلما رأى الراهب هذا قال له: من أنت أيها الرجل؟ قال: محمد بن عبدالله بن عبد المطلب،) ثم أكمل صلى الله عليه وسلم بيعه للناس، فالراهب ذهب لميسرة، قال الراهب: يا ميسرة من هذا منكم قلت: سيدنا وابن سيدنا، قال: يا ميسرة إحرص على صاحبك فإنه خاتم الأنبياء والمرسلين يا ميسرة القول قوله، وهو صادق ولكن أردت أن أستوثق منه بعض الأشياء فأصطنعت هذا الذي رأيته بيني وبينه حتى أستحلفه باللات والعزة قلت: وكيف عرفت أنه نبي آخر الزمن قال الراهب: كنت جالس في الصومعة ورأيت عير قريش إقتربت من بعيد ، والغمامة تظله من بين كل الناس وهذه الغمامة لا تظل أحد من الخلق إلا نبي. قال ميسرة: فوعيت ذلك كله. وعدنا إلى مكة وكان ربحه أضعافاً، فلما إقتربنا من مكة، قلت لمحمد: ألا تسبق الركب يا محمد وتبشر خديجة بهذا الربح؟ لعلها يا محمد تضاعف لك العطاء، فقال صلى الله عليه وسلم:(ما خرجت من أجل المضاعفة لقد إتفقنا وانتهى، ولن أفارق العير حتى أدخل بها مكة) قال ميسرة: وهنا زادت عندي خصلة من خصاله الكريمة أنه لا يطمع بالمال.
🌾💐🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *