اشتياق النبي للوح

ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى غار حراء، وأخذ ينتظر وينتظر ولم يأتِ الوحي، وكل يوم يزداد شوقاً لرؤية جبريل عليه السلام، حتى خشي أن يكون قد خُدعو ولَعبتْ به الشياطين، ومضى أربعون يوماً، والحكمة ليشتد شوقه للوحي ، وتثبيتاً لقلب النبي صلى الله عليه وسلم، وتجهيزا لنفسه، وكسراً لحاجز الخوف بينه وبين الوحي، قال صلى الله عليه وسلم: (ذهبت إلى غار حراء على أمل أن يأتيني جبريل، فبينما أنا في الطريق وعندما هممت أن أصعد الجبل إلى الغار، وإذ بمنادٍ ينادي من السماء يا محمد، فنظرت الى اعلى، وإذا بجبريل بين السماء والأرض، قد سد الأفق، تذكرت ما صنع بي في الغار، جلست على ركبتي حتى اقترب مني وأخذ بيدي وأنهضني) فرجع النبي إلى بيته يقول: (دثروني دثروني،) فأسرعت امنا خديجة ووضعت عليه الغطاء، (فنظر فرأى جبريل عنده) قالت: ما الأمر يا ابن عمِّ قال: (يا خديجة هذا الذي رأيت، هذا الذي رأيت، ويشير لجبريل وخديجة لا تراه، فوقف جبريل، وقرأ عليه كلام الله، {يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر والرجز فاهجر، ولا تمنن تستكثر، ولربك فاصبر} فتجلت الانوار الإلهية على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فأخرج لنا نور لطيف يستطيع البشر تحمله،
فالله عزوجل، يصلي على النبي ويمده بهذه الأنوار التي لا يتحملها غيره والملائكة تصلي على النبي، تستمد منه هذه الأنوار مخففة لطيفة كل ملك على قدر استطاعته، والمؤمنون يصلون على النبي ليستمدوا منه هذه الانوار الإلهية ويسلموا تسليما لتصل لقلوبهم سليمة لطيفة يستطيعون تحملها، فهو صلى الله عليه وسلم باب الله الوحيد بينه وبين خلقه قال تعالى: { وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين}
🌾🌸🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *