إسلام علي وجعفر رضي الله عنهما: كان علي في كفالة النبي صلى الله عليه وسلم، وعمره (١٠) اعوام، دخل ورأى النبي صلى الله عليه وسلم
يصلي ولما إنتهى من الصلاة صلى الله عليه وسلم قال له علي: ما هذا يا ابن عم؟ قال: (هذه عبادة أبيك إبراهيم، وإني قد إختارني الله نبياً لهذه الأمة، ونزل علي الوحي جبريل بالرسالة، وعلمني هذه الصلاة، لا كصلاة قومك للأصنام)، فنظر علي وقال: من أراد أن يدخل في هذا الدين ماذا يصنع؟ قال له: (يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله)، فقال علي: أشهد ان لا اله الا الله وأنك رسول الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تعجل يا ابن عمي، إستأذن أباك أبا طالب أولاً)، قال علي: يا رسول الله هل عندما خلقني الله الواحد هذا، هل إستشار أبا طالب ؟فأبتسم النبي وقال: (لا يا علي)، قال: إذا أردت أن أؤمن به فلا حاجة لي بإذن أبي طالب، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
وذات مرة دخل عليه عمه أبو طالب يريد شيأ، وكان معه جعفر، فرآه يصلي وابنه علي على يمينه يصلي، قال: يا جعفر صِلْ جناح إبن عمك محمد فصَلِّ بجانبه الآخر، فوقف يقلد صلاتهم، حتى إذا فرغ النبي من صلاته، نظر إلى عمه وقال: (يا عم إن هذا دين أبيك إبراهيم، هذا دين الله ولقد أوحى الله إلي وكلفني بهذا الدين ولكنه لم يأمرني أن أدعوكم إليه، وها أنا أعرضه بين يديك)، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يعلم جعفر كيف يدخل في هذا الدين فاسلم، وكان جعفر أشبه الناس برسول الله خلقاً وخُلقا.