زيد بن حارثة


زيد بن حارثة رضي الله عنه: أراد حكيم أن يكرم عمته خديجة بخادم، كان قد اشتراه من سوق عكاظ، واختارته وذهبت به إلى دارها، قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (من هذا؟) قالت: غلام أعطانيه إبن أخي هديةً، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إليه نظرة شفقة ورحمة قال: (يا خديجة إن هذا الغلام ليس أعجمي) ثم وضع يده على رأسه بكل لطف وشفقة وقال: (يا غلام أتعرف أباك؟) قال: نعم أنا زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب الكلبي فنظر النبي إلى خديجة وقال: (أجل، إن دمه عربي وروحه تدل على ذلك) فقالت: إني أراه قد شد إنتباهك يا محمد وأنا أهبه لك وأجعل رقبته في يديك فأصنع به ما تشاء. فأخذه النبي ثم نظر إليه صلى الله عليه وسلم وقال: (يا غلام انت حر من اليوم) إن شئت أقم في بيت محمد معززاً مكرماً وإن شئت أن ترجع إلى أهلك فأرجع) لما رأى زيد هذه الرّقة والحنان والرحمة من رسول الله قال: بل أبقى معك، وتربى زيد وتعلم من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مكارم الأخلاق فأحبه النبي كثيراً، فزيد رضي الله عنه كان خفيف الظل خفيف الروح، وكان مخلص في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم. ومضت الأيام، وجاء أبوه يبحث عنه، فدخلوا مكة، واخذ يسأل أين نجد محمد بن عبدالله؟ فذهب إليه، قال ابوه للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد يا إبن سيد قومه إنكم أهل حرم تفكوّن العاني، وتطلقون الأسير وتعينون على نوائب الدهر، ولقد أتينا نفدي ولدنا، فقال النبي: (وما ذاك؟) قال: إبني زيد أنا حارثة والده وهذا عمه، وقد علمنا يا محمد أنه عندك ونحن نفديه بالمال فأطلب ما شئت يا محمد،
يتبع الجزء الثاني ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *