قصة زيد بن حارثة

: قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا لكم في خير من هذا)، قالوا: وما هو؟ قال النبي: (نرسل إلى زيد وأنا معكم ثم نخيره فإن إختاركم فهو لكم، وإن إختارني فما أنا بالذي يختار على ما يختارني من شيء) فصاح عمه لزيد وقال: أنصفت وعدلت وزدت بالعدل فأرسل النبي شخص يحضر زيد، فلما جاء زيد نظر فرأى أبوه وعمه فعرفهم، فذهب مسرعاً نحوهم، وعانقهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا زيد أتعرف هؤلاء القوم؟) قال: نعم فقال له النبي: (إجلس يا زيد) قال: (يا زيد القوم قدموا لفدائك وأنا أخيرك بيني وبينهم فإن إخترتهم فأنت لهم بلا فداء، وإن إخترتني كان لي معك شأن آخر) فنظر الى والده واعمامه، ثم نظر الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ما انا الذي اختار عليك أحدا، بل أختارك أنت، فصاح عمه وأبوه وقالوا: زيد لا أمك لك أتختار العبودية على الحرية؟ فقال لهم: لو عرفتم هذا الرجل وعشتم معه لاخترتم أنتم أن تكونوا عبيد عنده، هل تعلمون أنه أعطاني حريتي من اليوم الأول وأنا أعيش في بيته كواحد من أهله؟ ثم نظر للنبي وكرر قوله أختارك أنت يا أبا القاسم، (فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم بيد زيد وقام ووقف في صحن الكعبة ونادى يا معشر قريش ومن حضر من العرب يا معشر قريش ومن حضر من العرب إشهدوا أن زيد إبن محمد يَرثني وأرثه هو من اليوم إبني). تبناه قبل ان يوحى إليه، وسمع عمه وأبوه أن زيد إبنهم أصبح إبن محمد ففرحوا وقالوا: يا محمد لقد أكرمتنا أكثر مما توقعنا، ورجعوا إلى اهلهم. ولما نزل الوحي على رسول الله كان أول من أسلم مع الصحابة الكرام السابقين إلى الإسلام.
🌾🍒🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *